فضل السواك والأوقات المناسبة لاستعماله
نحن نعلم جميعاً فضل السواك، ونعلم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: (لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)، لكني ألاحظ يا سماحة الشيخ أن كثيراً من الناس لا يحرصون على نظافة السواك، ولا يحرصون على الأوقات المستحب فيها استعمال السواك، فهم يستعملونه مثلاً بعد أن يكبر الإمام، ويستعملونه أثناء الخطبة، أرجو أن يتفضل سماحتكم بتوجيه الناس حول الأوقات المناسبة لاستعمال السواك؟ جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد. فقد صحت الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في فضل السواك والترغيب فيه، ومن ذلك ما رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)، وهذا يدل على تأكد السواك وشرعيته؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - رغب فيه وحرض عليه وإنما أراد أمر الوجوب "لأمرت" أمر إيجاب، وإلا فهو للاستحباب وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ما يدل على استحبابه وشرعيته ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) خرجه النسائي وغيره بإسناد صحيح، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كان عليه الصلاة والسلام يبدأ بالسواك إذا دخل منزله عليه الصلاة والسلام) وكان يستعمل السواك كثيراً عليه الصلاة والسلام، وكان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك رواه الشيخان من حديث أبي حذيفة - رضي الله عنه - والأحاديث في هذا كثيرة تدل على شرعية السواك واستحبابه، وهو يتأكد عن الصلاة قبل أن يكبر الإمام يستاك قبل أن يكبر، السنة أنه يستاك عند الصلاة قبل أن يكبر فإذا كبر الإمام، كبر بعده كذلك عند المضمضة عند الوضوء في أول الوضوء، وهكذا عند دخول المنزل، وهكذا إذا تغير الفم والأسنان يستحب أن يستاك حتى يزيل الرائحة السيئة من الفم وحتى يحصل بذلك تنظيف الأسنان ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)، وهذا يعم الصائم وغير الصائم، في آخر النهار وفي أوله وفي الليل والنهار، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكره في آخر النهار للصائم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) قالوا: السواك قد يزيل هذا الخلوف أو يخففه، والصواب أنه لا يكره للصائم في آخر النهار بل يستحب دائماً لأنه عليه الصلاة والسلام قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) (وعند كل صلاة) وهذا يعم الصائم وغيره ويعم صلاة الظهر والعصر في حق الصائم وغيره ولأن الخلوف لا يزول بل يبقى لأن الخلوف يتصاعد من الجوف في حق الصائم، فالسواك لا يزيله بل بعد رفع السواك يحصل التصاعد للخلوف الذي هو مفضل عند الله سبحانه وتعالى، ثم خبر الخلوف خاص بمعنى يقتضي ترغيب الصائم في الصيام وبيان فضل الصيام وأنه له عنده الله منزلة عظيمة، ولا ينافي مسألة السواك، فالمشروع لكل مؤمن أن يعتني بالسواك كما شرعه الله جل وعلا على يد رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن يحرص عليه إحياءً للسنة وتعظيماً لها وترغيباً فيها حتى يتأسى به غيره، وهكذا بقية السنن من الوتر لأنه متأكد ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر يستحب للمؤمن أن يوتر في السفر والحضر وأقله ركعة وليس له حد لكن أقله ركعة، وإن أوتر بخمس أو ثلاثة أو أكثر كان أجره أعظم، والأفضل أن يوتر بوتر النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة وإن أوتر بأقل أو أكثر فلا حرج في ذلك، وهكذا صلاة الضحى سنة مؤكدة وأقلها ركعتان وإن صلى أكثر فلا بأس، وهكذا سنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء وسنة الفجر، وهكذا بقية السنن سنة الظهر أربعاً قبلها وثنتان بعدها يعني تسليمتين قبلها وسنة ركعتان بعدها، سنة المغرب ركعتان بعدها سنة العشاء ركعتان بعدها سنة الفجر ركعتان قبلها، يستحب قبل العصر أربع لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (رحم الله من صلى أربعاً قبل العصر) يعني تسليمتين ويستحب أن يصلي أمام كل صلاة ركعتين قبل المغرب قبل العشاء لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة) ثم قال في الثالثة: (لمن شاء)، وهكذا عيادة المريض وتشميت العاطس إذا حمد الله، المبادئة بالسلام وإفشاء السلام، نصيحة المسلمين، إتباع الجنائز، الصلاة على الجنائز، كل هذه سنن عظيمة ينبغي للمؤمن العناية بها، وهكذا صدقة التطوع ولو بشق تمرة، الدعوة إلى الخير والتشجيع عليه، حفظ اللسان عن فضول الكلام التي لا فائدة فيها، إلى غير هذا مما ينبغي للمؤمن أن يعتني به. يذكر سماحة الشيخ أن بعض الناس يستعمل السواك بعد أن يكبر الإمام لبدايته في الصلاة وأثناء الخطبة؟ تقدم التنبيه على هذا السنة أن يستاك قبل أن يكبر الإمام حتى إذا كبر الإمام بادر بالتكبير لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كبر فكبروا) ويستحب للمؤمن أن يستاك قبل تكبير الإمام إذا قام للصلاة يستاك إذا كبر إمامه كبر، وهكذا يوم الجمعة لا يستاك في وقت الخطبة بل ينصت ويقبل على الخطبة ولا يستاك ولا يعبث حتى السواك ولا يرد السلام ولا يشمت العاطس والإمام يخطب، بل يقبل على الخطبة ويستمع لها وينصت لها، ويحفظ السواك حتى تأتي الحاجة إليه عند إقامة الصلاة عندما ينتهي من الخطبة، وهكذا لا يعبث بثيابه ولا بلحيته أو بغير ذلك بل يقبل على خطبة الإمام ويستمع لها وينصت ويكون قلبه حاضراً حتى يستفيد.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من موقع الشيخ بن باز
نحن نعلم جميعاً فضل السواك، ونعلم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: (لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)، لكني ألاحظ يا سماحة الشيخ أن كثيراً من الناس لا يحرصون على نظافة السواك، ولا يحرصون على الأوقات المستحب فيها استعمال السواك، فهم يستعملونه مثلاً بعد أن يكبر الإمام، ويستعملونه أثناء الخطبة، أرجو أن يتفضل سماحتكم بتوجيه الناس حول الأوقات المناسبة لاستعمال السواك؟ جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد. فقد صحت الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في فضل السواك والترغيب فيه، ومن ذلك ما رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)، وهذا يدل على تأكد السواك وشرعيته؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - رغب فيه وحرض عليه وإنما أراد أمر الوجوب "لأمرت" أمر إيجاب، وإلا فهو للاستحباب وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ما يدل على استحبابه وشرعيته ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) خرجه النسائي وغيره بإسناد صحيح، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كان عليه الصلاة والسلام يبدأ بالسواك إذا دخل منزله عليه الصلاة والسلام) وكان يستعمل السواك كثيراً عليه الصلاة والسلام، وكان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك رواه الشيخان من حديث أبي حذيفة - رضي الله عنه - والأحاديث في هذا كثيرة تدل على شرعية السواك واستحبابه، وهو يتأكد عن الصلاة قبل أن يكبر الإمام يستاك قبل أن يكبر، السنة أنه يستاك عند الصلاة قبل أن يكبر فإذا كبر الإمام، كبر بعده كذلك عند المضمضة عند الوضوء في أول الوضوء، وهكذا عند دخول المنزل، وهكذا إذا تغير الفم والأسنان يستحب أن يستاك حتى يزيل الرائحة السيئة من الفم وحتى يحصل بذلك تنظيف الأسنان ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)، وهذا يعم الصائم وغير الصائم، في آخر النهار وفي أوله وفي الليل والنهار، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكره في آخر النهار للصائم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) قالوا: السواك قد يزيل هذا الخلوف أو يخففه، والصواب أنه لا يكره للصائم في آخر النهار بل يستحب دائماً لأنه عليه الصلاة والسلام قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) (وعند كل صلاة) وهذا يعم الصائم وغيره ويعم صلاة الظهر والعصر في حق الصائم وغيره ولأن الخلوف لا يزول بل يبقى لأن الخلوف يتصاعد من الجوف في حق الصائم، فالسواك لا يزيله بل بعد رفع السواك يحصل التصاعد للخلوف الذي هو مفضل عند الله سبحانه وتعالى، ثم خبر الخلوف خاص بمعنى يقتضي ترغيب الصائم في الصيام وبيان فضل الصيام وأنه له عنده الله منزلة عظيمة، ولا ينافي مسألة السواك، فالمشروع لكل مؤمن أن يعتني بالسواك كما شرعه الله جل وعلا على يد رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن يحرص عليه إحياءً للسنة وتعظيماً لها وترغيباً فيها حتى يتأسى به غيره، وهكذا بقية السنن من الوتر لأنه متأكد ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر يستحب للمؤمن أن يوتر في السفر والحضر وأقله ركعة وليس له حد لكن أقله ركعة، وإن أوتر بخمس أو ثلاثة أو أكثر كان أجره أعظم، والأفضل أن يوتر بوتر النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة وإن أوتر بأقل أو أكثر فلا حرج في ذلك، وهكذا صلاة الضحى سنة مؤكدة وأقلها ركعتان وإن صلى أكثر فلا بأس، وهكذا سنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء وسنة الفجر، وهكذا بقية السنن سنة الظهر أربعاً قبلها وثنتان بعدها يعني تسليمتين قبلها وسنة ركعتان بعدها، سنة المغرب ركعتان بعدها سنة العشاء ركعتان بعدها سنة الفجر ركعتان قبلها، يستحب قبل العصر أربع لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (رحم الله من صلى أربعاً قبل العصر) يعني تسليمتين ويستحب أن يصلي أمام كل صلاة ركعتين قبل المغرب قبل العشاء لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة) ثم قال في الثالثة: (لمن شاء)، وهكذا عيادة المريض وتشميت العاطس إذا حمد الله، المبادئة بالسلام وإفشاء السلام، نصيحة المسلمين، إتباع الجنائز، الصلاة على الجنائز، كل هذه سنن عظيمة ينبغي للمؤمن العناية بها، وهكذا صدقة التطوع ولو بشق تمرة، الدعوة إلى الخير والتشجيع عليه، حفظ اللسان عن فضول الكلام التي لا فائدة فيها، إلى غير هذا مما ينبغي للمؤمن أن يعتني به. يذكر سماحة الشيخ أن بعض الناس يستعمل السواك بعد أن يكبر الإمام لبدايته في الصلاة وأثناء الخطبة؟ تقدم التنبيه على هذا السنة أن يستاك قبل أن يكبر الإمام حتى إذا كبر الإمام بادر بالتكبير لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كبر فكبروا) ويستحب للمؤمن أن يستاك قبل تكبير الإمام إذا قام للصلاة يستاك إذا كبر إمامه كبر، وهكذا يوم الجمعة لا يستاك في وقت الخطبة بل ينصت ويقبل على الخطبة ولا يستاك ولا يعبث حتى السواك ولا يرد السلام ولا يشمت العاطس والإمام يخطب، بل يقبل على الخطبة ويستمع لها وينصت لها، ويحفظ السواك حتى تأتي الحاجة إليه عند إقامة الصلاة عندما ينتهي من الخطبة، وهكذا لا يعبث بثيابه ولا بلحيته أو بغير ذلك بل يقبل على خطبة الإمام ويستمع لها وينصت ويكون قلبه حاضراً حتى يستفيد.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من موقع الشيخ بن باز